الرئيس التنفيذي لمزايا قطر يستعرض آفاق صناعة المصارف الإسلامية أمام منتدى الخدمات العالمية

ألقى سراج البكر، الرئيس التنفيذي لشركة مزايا قطر للتطوير العقاري (ش.م.ق)، محاضرة في منتدى الخدمات العالمية أمس تحت عنوان "الخدمات المالية والتحديات التنظيمية المتعلقة بالصيرفة الإسلامية"، ناقش خلالها التطور، والآفاق، والفرص، والمخاطر التي تواجه صناعة الصيرفة الإسلامية.

 

وطرح البكر عدد من الأسئلة الواسعة والصعبة أمام الجمهور كان أبرزها: "ما هي آفاق العمل المصرفي الإسلامي في القرن الواحد والعشرين؟"، و"هل ستتحول الأنظمة إلى مشكلة تواجه العمل المصرفي الإسلامي خلال السنوات القادمة؟" و"هل ستؤثر الإصلاحات التنظيمية الجارية على المستوى الدولي، من قبيل قوانين بازل الثالث، على قدرة المصارف على تقديم الخدمة المصرفية الإسلامية؟" و"ما الذي ينبغي على الدول تحقيقه لتعزيز الخدمات المالية الميسرة والوساطة، والمساهمة بشكل أوسع في الاستقرار المالي والتنمية؟"

 

وبدأ البكر باستعراض بعض الحقائق والأرقام، مستشهدا بأرقام صادرة عن تقرير التنافسية للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية، لافتا إلى أن قيمة الأصول المصرفية الإسلامية العالمية لدى المصارف التجارية حول العالم، من المتوقع أن تصل إلى 1.1 ترليون دولار في العام 2012، مقارنة مع 826 مليار دولار في العام 2010.

 

وأشار التقرير إلى أن قيمة الأصول المصرفية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد ارتفعت إلى 416 مليار دولار في العام 2010، ومن المتوقع أن يقفز هذا الرقم بنحو 140 بالمائة إلى 990 مليار دولار بحلول العام 2015، منها 291 مليار دولار في المملكة العربية السعودية، و156 مليار دولار في الإمارات العربية المتحدة و140 مليار دولار في العراق. ووصل عدد المصارف الإسلامية إلى 310 مصرفا تعمل في 75 بلدا حول العالم، وفيما حققت المصارف التقليدية في دول مجلس التعاون نموا بنسبة 9 بالمئة سنويا، فإن نسبة نمو المصارف الإسلامية قد بلغت 20 بالمائة.

 

وتناول في محاضرته الاقتصاد الكلي، حيث أكد بأن المصارف الإسلامية باتت أفضل حالا من البنوك التقليدية خلال فترة ما بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، حسب دراسات صدرت مؤخرا، وعزا ذلك الأداء إلى عدة عوامل بينها تعيين مجلس شريعة للتأكد من الإلتزام بالقوانين الإسلامية، واستخدام مدقق شرعي لضمان الإلتزام بتطبيق معاييرها، وعقود المضاربة التي تحول المودعين إلى شركاء، وتجعل الفوائد التي يحصلون عليها مماثلة لتلك التي يحصل عليها المصرف والمساهمين. 


وتابع البكر: "أدى ذلك إلى وضع متطلبات خاصة لإدارة المخاطر على عاتق البنوك الإسلامية لحماية نفسها، ومساهميها، ومودعيها من تكبد الخسائر" مضيفا بأن تحصيل الفوائد وفوائد الغرامات في البنوك التقليدية يمكن أن يشكل عاملا مثبطا لعملية اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.
 

وفي النهاية تحدث البكر عن دور الإبتكار في الصيرفة الإسلامية. ففي الدين الإسلامي، كل الممارسات محددة ومعرفة بوضوح بداية بالصلوات الخمس، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتفكير المالي والهندسة المالية فكل شيء يعتبر "حلال" ما لم يعتبره المفتي بعد المراجعة "حرام".
 

وتم إلقاء المحاضرة خلال انعقاد منتدى الخدمات العالمية في الدوحة، والذي جرت فعالياته في مستهل جلسات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد). ويعتبر منتدى الخدمات العالمية تجمعا للقادة من الحكومات وأوساط الأعمال بهدف إيجاد السبل والاستراتيجيات الجديدة اللازمة لوضع اقتصاد الخدمات في خدمة النمو الاقتصادي والتنمية الشاملة والمستدامة. وتتضمن قائمة المشاركين الوزراء، وصانعي السياسات، والمفاوضين، والمنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والبنك الدولي، و الأمانة العامة لمجموعة الدول الأفريقية ودول بحر الكاريبي والمحيط الهادي، فضلا عن عدد من التحالفات وجمعيات صناعات الخدمات من قبيل الجمعية الصينية لتجارة الخدمات، وجمعية المائدة المستديرة الاسترالية للخدمات، وشبكة الكاريبي للتحالفات، وجمعية بوروندي للخدمات، والمنتدى الأوروبي للخدمات، وممثلين عن المجتمع المدني.