أكد السيد سراج البكر، الرئيس التنفيذي لشركة مزايا قطر للتطوير العقاري، على أهمية اعتبار المورد البشري عنصرا استراتيجيا مهما للأعمال، وذلك خلال مؤتمر قادة الفكر المالي، والذي عقد خلال الفترة من ١٤ الى ١٥ مارس الجاري في إمارة دبي.
وقد أعطى السيد البكر مثالاً تمثل في شركة “دزني” والتي لم تقف عند حد تفهم أهمية اجتذاب موظفين مميزين والابقاء عليهم، بل تعدتها لتصل إلى مرحلة دمج هذا المفهوم في صميم العلامة التجارية لديزني، باستخدام سلسلة ديزني للتميز كوسيلة تعليم حول العالم، والتي تجسد الحركة الدورانية لمجموعة المفاهيم للتميز في القيادية، واختيار الموظفين ورضاء العملاء وعلاقات الأعمال المتكررة، والعودة إلى دفع التميز في القيادة، والتي تبنتها شركات أخرى كطيران الإمارات، وحازت إعجاب العالم وأثمرت عن معدل عالي للاحتفاظ بالعملاء.
أكد السيد البكر على كون الموارد البشرية عامل تفوق تنافسي حاسم في حالة خطوط الطيران، إذ وجدت مؤسسة ويلسون للتعليم في دراسة أجريت على ٢٨ ألف عامل أن جزءا يساوي ٣٩% من الأداء المالي يعود إلى رضاء العاملين، وأن ٦٨% من هذا الجزء مرتبط بالطريقة التي يُقاد بها العاملون، كما بينت الدراسة أن ٢٨% من مجمل الإداء المالي يمكن أن يعزى لقيادة الشركة.
ويرى البكر أن على المؤسسات أن تتسائل: هل نقوم بدمج المواهب وذوي التعليم الحديث في المنظومة، وعلى جميع المستويات؟ كيف نستفيد من الموارد البشرية والتكنولوجيا في تحقيق النتائج؟ وهل نعتبر الموارد البشرية شريكا استراتيجيا؟ هل لدينا أنظمة موارد بشرية متكاملة؟
لقد طرحت هذه الأسئلة على أكثرمن ١٠٠ قيادي بارز من مختلف أرجاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في القمة الثانية لقادة الفكر المالي المنعقدة يومي ١٤ و ١٥ من آذار مارس في فندق غرزفنر هاوس بدبي، وقد كان طابع هذه القمة عالية المستوى هو ”تمكين التغيير لأجل مستقبل اقتصادي مستدام”.
يجدر بالذكر أن القمة كانت موجهة ومخصصة لصناع القرار في عالم الأعمال في المنطقة، من مدراء تنفيذيين ومدراء ماليين وورؤساء وأعضاء مجالس الإدارة، في مختلف القطاعات والصناعات.
وقد أوضح السيد البكر نظرة مزايا قطر لقيمة الموارد البشرية، ولماذا تؤمن الشركة بأن تكون بالغة الالتزام، من خلال كونها أحدى الشركات التي تنتقي وتطور وتحفز وتمكن العاملين.
أضاف السيد البكر: “نحن نؤمن بأن الموارد البشرية تشكل المصدر الرئيس للميزة التنافسية المستدامة في بيئات العمل المتسمة بالتغيير الشديد، إذ أن هناك حاجة متزايدة إلى اكتساب المدراء والمهنيين وعياً عالمياً مع إتقان الوظائف المتعددة، وثقافة تكنولوجية، ومهارات تنظيم مشاريع الأعمال، و القدرة على التكيف مع الثقافات في عالم معولم.
وتابع: “نحن نعتقد أن المؤسسات الكبيرة تعاني بالفعل من نقص مزمن في الموهوبين، وأن هذا النقص سيزيد خلال السنوات الأولى من العقد القادم، وبأن هناك أهمية متزايدة لخلق المعرفة، وتبادلها والاحتفاظ بها كجزء من استراتيجيات التنافسية”.
وأعرب السيد البكر في نهاية حديثه عن أسفه لكون جميع ما أسلف لا يعد أولوية في كثير من المؤسسات وقال: “الموارد البشرية غالبا من تكون آخر الأمور التي تلتفت إليها الشركات، وأنها يُنظر إليها كمهمة إدارية فحسب، وليس كدعامة حاسمة للإدارة الاستراتيجية للشركة”.
